تعزيز الأداء: ميزة إبطال الصحة الشامل في VALORANT

سنطلعكم على الطريقة التي عزّز عبرها فريق أداء VALORANT من أداء برنامج عميلكم.

مرحبا! اسمي آرون تشيني، وأعمل كمهندس برامج ضمن فريق أداء VALORANT. يعدّ الأداء من المكونات الرئيسية للحفاظ على نزاهة المنافسة في VALORANT، وفريقنا هو المسؤول عن رصد وصيانة وتحسين أداء الخوادم وبرنامج العميل على حد سواء.

يسعدنا أن نطلعكم على مستجدات ميزةٍ عملنا على تطويرها طيلة أشهر، ألا وهي ميزة إبطال الصحة الشامل. سنخوض في تفاصيل الميزة الجديدة بعد برهة، ولكن لنخصص بعض الوقت أولًا للحديث عن طبيعة تأثير هذه الميزة على أداء برنامج العميل منذ إصدار التحديث رقم 4.03.

الخلاصة هي أنها ميزة رائعة.

AskVal_March22_Global_Invalidation_Graph_3.jpg

لقد وفرت ميزة إبطال الصحة الشامل تحسينات مهمة لشريحة واسعة من قاعدة لاعبينا. بل إنها تشكّل بحد ذاتها مكسب الأداء الأكبر لبرنامج العميل منذ إطلاقها.

رغم إثارة هذه الرسوم البيانية، ورغم سعادتنا بالنتائج المحققة، فمن المهم استيعاب ما تنظرون إليه بالضبط. نحن نعمل على مجموعات بيانات معقدة وضخمة؛ حيث إن تنظيم وفلترة البيانات والتحكم بها يساعدنا على استيعاب تجربة اللاعب. إليكم المعلومات اللازمة لاستيعاب الصورة الكاملة:

  • يُظهر المخطط البياني ثنائية "التحديث" و"معدل الأطر الوسطي في الثانية"؛ تكبر الكفاءة بازدياد الأرقام.
  • يجسّد كل خط أحد إعدادات قطع العتاد المعروفة (زوج وحدة المعالجة المركزية+وحدة معالجة الرسوميات) الموجودة ضمن قاعدة لاعبينا. عند تحليل بيانات الأداء، نعتبر زوج الإعدادات هذا بمثابة المؤشر الأهم للأداء المنتظر. الأجهزة التي تمتلك ذات زوج وحدة المعالجة المركزية+وحدة معالجة الرسوميات يتم تجميعها معًا في هذه الرسومات البيانية.
  • تم الحصول على عيّنات البيانات من طابوري اللعب غير المصنف والتنافسي. ونظرًا لكونهما نمطي اللعب الأكثر شعبية في VALORANT، فنحن نبذل جهودًا كبيرة لاستيعاب وتحسين الأداء في هذين الجانبين.
  • استبعدنا المباريات التي لا تشهد اشتراك 10 لاعبين، وذلك للحرص على ألا تؤدي القيم المتطرفة إلى تحريف البيانات (الأداء في مباريات الأعداد الأقل من اللاعبين يكون أفضل).

ملخص إبطال الصحة الشامل

global-invalidation-summary-flow.jpg

توفر ميزة إبطال الصحة الشامل نسبة تصل إلى 15% من المكاسب لبرامج العميل المرتبطة بوحدة المعالجة المركزية (أجهزة المواصفات ما بين المتوسطة والمرتفعة بشكل عام). لتحقيق تلك المكاسب، كان علينا بذل جهود على مستوى عدة فرق عمل استغرقت عدة أشهر لإكمال المهمة. وقد حصدنا ثمار عملية تحديد جوانب اللعبة التي حان وقت تحسينها، كما ساعدتنا إدارة المخاطر أثناء العملية في الحرص على تأمين تجربة مستقرة للاعبين.

هوية المستفيدين، ومعايرة التطلعات

حسب مقاييسنا التي تعمل على مدار الساعة، وفّرت ميزة إبطال الصحة الشامل نسبة تصل إلى 15% من التحسّن لإعدادات ضبط برنامج العميل المرتبطة بوحدة المعالجة المركزية (أجهزة المواصفات ما بين المتوسطة والمرتفعة بشكل عام).

رغم إمكانية ملاحظة الاتجاه التصاعدي في المجموع العام، فهو لا يعكس سير مجريات اللعب لحظة بلحظة. إضافة لذلك، فهو لا يضمن ملاحظة ذات النتائج على كل جهاز ينتمي إلى فئة المواصفات سالفة الذكر.

Tبالنتيجة، فقد ازداد مستوى الأداء الرئيسي للعبة VALORANT على الأجهزة المتربطة بوحدة المعالجة المركزية، إلا أن تفاصيل الأداء الخاصة تتعلق بعدد من العوامل الأخرى الخاصة بكل جهاز.

فهم ميزة إبطال الصحة الشامل

قبل أن نقدّم نظرة عامة فعلية على ميزة إبطال الصحة الشامل، يجب علينا أولًا توضيح بعض الأمور عن عناصر واجهة المستخدم في محرك أنريل إنجن.

الأدوات وهياكل الأشجار

يتم إنشاء عناصر واجهة المستخدم (التي تعرف أيضًا باسم الأدوات أو Widgets) من كتل بناء أصغر تستخدم هيكل أشجار. ويماثل هيكل الأشجار نظام الملفات الموجود على الحاسب. ويمكن لأي أداة أن تمتلك أي عدد من الأدوات الفرعية (كحال المجلد الذي يضمّ عددًا من الملفات).

يمكن دمج كتل البناء هذه للحصول على أدوات مركبة. على سبيل المثال، يتركب عدّاد الذخيرة لدينا من عدة أجزاء، وتبدو الشجرة على النحو التالي:

Screenshot_2022-03-07_at_16-30-57_PRF_-_Global_Invalidation_article.png

عبر دمج جميعها معًا، تبدو كتل تشكيل عدّاد الذخيرة على النحو التالي: center;">AskVal_March22_Valorant_UI_Elements.jpg

(الحدود الخضراء أعلاه قد تم توسيعها لتوخي الوضوح. عمليًا، يكون هناك تداخل بين عدد من تلك الحدود.)

كلما تغيرت أداة أو أكثر ضمن هيكل الشجرة، فقد تؤثر على عدة أدوات أخرى. كمثال، إذا انتقلت إحدى الأدوات إلى موضع جديد على الشاشة، يجب إعادة حساب مواضع كل الأدوات تحتها أيضًا. ويتكفل بإدارة هذه التغييرات نظام يدعى "إبطال الصحة"، وهو ما سنتحدث عنه في القسم التالي.

إبطال الصحة

إبطال الصحة هو آلية يستخدمها محرك أنريل إنجن للإشارة إلى حدوث تغيير على أداة معينة والحاجة إلى تحديثها.

وتحتاج أي أداة للإشارة إلى بُطلان صحتها لعدة أسباب، كمؤثرات الحركة والألوان والتعتيم والحجم والترتيب والنص والصور، وغيرها الكثير من الخصائص الأخرى التي يمكن أن تتغير استجابة للأمور التي تحدث في اللعبة. عندما تطرأ هذه التغييرات على أداة معينة، تصبح "باطلة الصحة"، مما يشير إلى الحاجة لتحديثها.

مع تعقيد هذه العملية أكثر، يمكن للأداة أن تمتلك عدة أنواع من إبطال الصحة. وتشمل هذه الأنواع:

  • المخطط - عندما يتغير حجم الأداة (مُكلف للغاية).
  • الألوان - عندما يتغير مظهر الأداة الخارجي، دون تغيير حجمها.
  • ترتيب الأدوات الفرعية - عندما يتغير ترتيب الأدوات ضمن الشجرة (وهو ما يطال المخطط أيضًا، لذا فهو مُكلف).
  • قابلية الرؤية - عندما تتغير قابلية رؤية الأداة، سواء أصبحت غير مرئية أو مرئية (وهو ما يطال المخطط أيضًا، لذا فهو مُكلف).

تستخدم هذه الأنواع من إبطال الصحة للدلالة على أنواع العمليات التي يجب أداؤها لاستجرار البيانات بالصورة الصحيحة.

ويزداد تعقيد العملية أكثر عندما ترتبط إحدى الأدوات بأداة أخرى. ويتم تنظيم الأدوات في تسلسلات هرمية، ويعتمد مخططها على عددٍ من العوامل. وقد يتطلب إبطال صحة أداة واحدة إبطال صحة عدد من الأدوات المرتبطة بها لاستجلاب البيانات بالصورة المناسبة. على سبيل المثال، إذا تم تنظيم عدة أدوات ضمن مخطط عمودي (مثلًا، لوحة التواصل الاجتماعي مع قائمة الأصدقاء)، وتغير ترتيب الأدوات (مثلًا، عند اتصال أحد الأصدقاء على الشبكة)، يجب عندها تحديث كل الأدوات ضمن المخطط العمودي.

هناك عدة أهداف وراء استخدام نظام مماثل:

  • إبطال صحة أقل عدد ممكن من الأدوات. يتكفل هذا بتقليص عدد الأدوات التي يجب تحديثها من أجل استجلاب البيانات بالصورة المناسبة.
  • إبطال صحة أداة معينة عند الضرورة فقط. الاستخدام غير المناسب لإبطال صحة الأداة يُهدر دورات وحدة معالجة مركزية ثمينة.
  • عند عدم إبطال صحة أداة معينة، يمكن تخزين النتيجة مؤقتًا لاستجلابها بسرعة مع كل إطار. في حال عدم تغيّر شيء، يمكن حفظ دورات وحدة المعالجة المركزية.

قدّمنا نظرة كافية عن البنية الداخلية لفهم كيفية تحديث الأدوات والتعرّف على أنواع العوامل التي يمكن أن تتسبب بإبطال مفعولها. والآن، سنتعرّف على كيفية ترجمة هذه الميزة على أرض الواقع من قبل المطوّرين.

حقول إبطال الصحة

يوفّر محرك أنريل إنجن مكوّنًا - يُعرف باسم حقل إبطال الصحة - لتجميع عدة أدوات معًا. حيث يتم منع كل الأدوات الموجودة ضمن حقل إبطال صحة واحد من الخضوع لمرحلة ما قبل المرور أو الاختيار أو التلوين. بدلًا من ذلك، يتم تخزين النتيجة مؤقتًا ضمن ما يُعرف باسم vertex buffer.

كلما تم إبطال صحة إحدى الأدوات ضمن حقل إبطال الصحة، يتم التخلص من البيانات المخزنة مؤقتًا وتخضع الأداة لتحديثها وتلوينها مجددًا. نظرًا لأن تحديث الذاكرة المؤقتة قد يكون مُكلفًا بالنسبة لإطار واحد، تتميز النتيجة المستهلكة بكونها خيارًا أفضل على المدى البعيد.

تشكّل حقول إبطال الصحة جزءًا محوريًا من عملية ضمان أداء واجهة مستخدم VALORANT، خصوصًا مع عملنا قبل مرحلة إطلاقها. إلا أنها لا تأتي دون أية تكاليف:

  • يجب على المطوّرين إدراك هوية الأدوات المرشحة لجمعها معًا ضمن حقل إبطال صحة واحد. فأي أداة تخضع للتحديث المنتظم لا تصلح لتلك العملية.
  • وضع الأدوات ضمن حقل إبطال صحة يتطلب عملًا يدويًا يقع على عاتق أحد المطوّرين. وهو أمر غير قابل للتنفيذ في حالة كل أداة في اللعبة، لذا يجب على المطوّرين أيضًا تحديد هوية الأدوات التي تستحق عناء وضعها ضمن حقل إبطال صحة.

لقراءة المزيد عن حقول إبطال الصحة، راجعوا مستند Epic.

قد يخطر لكم عند هذه النقطة السؤال التالي: "ما الذي يمنعنا من وضع كل عنصر واجهة مستخدم ضمن حقل إبطال صحة شامل؟" هذا في الواقع ما تفعله ميزة "إبطال الصحة الشامل" بالضبط (بصورة أو بأخرى).

يهدف إبطال الصحة الشامل إلى تحسين أداء واجهة المستخدم بشكل كبير في كافة أجزاء اللعبة، مع تقليصٍ في ذات الوقت للعمل اليدوي المطلوب من المطوّرين لوضع الأدوات ضمن حقول إبطال صحة فردية. فهو الحل الأمثل في شتى الظروف.

ومع ذلك، واعتبارًا من النسخة UE4.25 (نسخة محرك أنريل إنجن التي تستخدمها لعبة VALORANT)، لا يوجد دعم كامل لميزة إبطال الصحة الشامل لكل أنواع الأدوات. ورغم أن النسخ اللاحقة من محرك أنريل إنجن قد شهدت بعض التحسينات، لم تتمكن لعبة VALORANT من استغلالها على الفور. إضافة لذلك، لم يكن لدينا استيعاب واضح لمدى زيادة السرعة التي يمكن للعبة VALORANT أن تتحلى بها بفضل إبطال الصحة الشامل.

فيما يلي المحطة التي بدأ منها عملنا.

لماذا قررنا تنفيذ هذا العمل؟

في آخر شهر يوليو 2021، قرّر الفريق إجراء اختبار تشغيل على ميزة إبطال الصحة الشامل أثناء اختبار لعب داخلي. وقد تم إجراء تغييرات طفيفة لإصلاح بضعة عيوب من أجل استكمال اختبار اللعب بنجاح. إلا أننا كنا ندرك احتمال ظهور عيوب خلال اختبار اللعب... وقد عثرنا على بعضها بالفعل.

مع انتهاء اختبار اللعب، كنا قد جمعنا حوالي 20 عيبًا، ولم تكن هذه سوى العيوب الواضحة منها. فقد كان مرجحًا وجود المزيد من العيوب الماكرة الصغيرة في انتظار العثور عليها، ناهيك عن بضعة حالات عيوب لم تجرِ اختبارات عليها على وجه الخصوص.

ولكن... هل وفّرت ميزة إبطال الصحة الشامل مكاسب في الأداء؟ نعم، قطعًا.

مع تحليل البيانات الناتجة عن اختبار لعب واحد، توصلنا إلى أن واجهة المستخدم كانت أسرع بما يقارب 35%. (ملاحظة: واجهة المستخدم ليست سوى جزء من تكلفة الإطار الواحد.)

ولكن، بقيت لدينا عدة أسئلة مفتوحة:

  • كم هو الوقت المطلوب لإصلاح كل العيوب؟
  • على عاتق أي فريق/فرق يجب أن تقع مسؤولية العمل؟
  • هل يجب منح الأولوية لهذه المهمة على حساب المهام الأخرى ضمن المخطط؟ لاحترام مواعيد إصدار المحتوى المنتظم، يتم تعيين جداولنا الزمنية غالبًا قبل أشهر، لذا فمن الصعب إيجاد فسحة للمهام الطارئة - حتى لو كانت مهمة مثيرة كهذه - ضمن الجدول الزمني.
  • هل سيؤدي إصلاح العيوب إلى تقليص مكاسب الأداء؟ قد يتطلب إصلاح كل العيوب العديد من التغييرات البرمجية، وكل تغيير منها قد يتسبب في رفع كلفة واجهة المستخدم.
  • متى يجب علينا تنفيذ هذا العمل؟ مع العلم بأن ميزة إبطال الصحة الشامل كانت تخضع للعمل التطويري باستمرار في نسخ أنريل إنجن اللاحقة، كان علينا النظر في جدولنا الزمني لإدماج التغييرات التي تجريها Epic.
  • في نهاية المطاف، رأينا أن العمل كان يستحق العناء لسببين اثنين.

    عمليات إدماج أنريل إنجن والاعتبارات الزمنية

    رغم إحراز تقدم ملحوظ في العمل على ميزة إبطال الصحة الشامل ضمن نسختي أنريل إنجن رقم 4.26 و 4.27، فلعبة VALORANT تعمل وفق جدول إدماج زمني متأخر. يعود سبب عدم عملنا على أحدث النسخ إلى ضرورة إدارة المخاطر وضمان الاستقرار للاعبينا.

    وهكذا، نظرًا لأن جدولنا الزمني كان يقتضي متابعة العمل بنسخة أنريل إنجن رقم 4.25 لعدة أشهر إضافية، لم يكن اللاعبون قادرين على الانتفاع من مكاسب الأداء تلك قبل مرور حوالي العام. لكن هذا لم يكن مرضيًا لنا.

    لمزيد من التفاصيل عن نهج VALORANT بالنسبة لترقيات محرك أنريل إنجن، راجعوا خيط تغريدات تويتر هذا من مدير القسم التقني في VALORANT، ماركوس ريد.

    مكاسب الأداء المعروفة

    مثّل إبطال الصحة الشامل إضافة خاصة من نوعها حقًا بالنسبة للعمل على الأداء، ألا وهي القيمة المقاسة. قمنا بقياس المكاسب المحتملة أثناء اختبار اللعب الداخلي، وكان الطريق المؤدي للحصول على تلك القيمة واضحًا (تقريبًا).

    يعتبر عمل الأداء صعبًا. فهو يُقاس بالأمتار، لا بالكيلومترات؛ تساعد التغييرات التدريجية على تحسين الأداء العام بمرور الوقت، ومن النادر العثور على تغيير وحيد قادر على تأمين مكاسب برقم يزيد عن العشرة. لذا فقد كان إغراء عملية التحسين هذه أكبر من تجاهلها.

    حتى بعد أخذ احتمال تقلّص المكاسب بعين الاعتبار بعد إصلاحات العيوب، فقد شكّل إبطال الصحة الشامل الفرصة الأفضل لنا من أجل تأمين مكاسب واضحة للاعبين في إطار زمني مقبول.

    كيف أنجزنا هذا العمل؟

    رغم أن التجارب الأولية حول ميزة إبطال الصحة الشامل قد بدأت في آخر يوليو 2021، فالجهود الجدية لتوفير استقرار الميزة لم تبدأ حتى آخر شهر أيلول 2021.

    الإدماج الانتقائي لتغييرات Epic

    لم يكن الإدماج الكامل لنسختي محرك أنريل إنجن رقم 4.26 و 4.27 خيارًا مطروحًا، ولكن نظرًا لمعرفتنا بعمل Epic الحثيث على ميزة إبطال الصحة الشامل، قررنا معاينة آلاف التغييرات وتحديد التغييرات الكفيلة غالبًا بتقريبنا من الحصول على ميزة إبطال صحة شامل مستقرة وتعمل بكامل طاقتها.

    وقد كان الإدماج الجزئي للتغييرات مهمة تنطوي على تحديات. حيث أنه كان من المهم تعديل أقل عدد ممكن من مزايا المحرك الرئيسية للحفاظ على الاستقرار، والحصول في ذات الوقت على التغييرات المناسبة من Epic. وقد أنجز كل هذا العمل ضمن فرع منفصل عن فرع VALORANT الرئيسي، وذلك لتجنب التأثير على عمل بقية المطوّرين.

    بعد الإدماج الانتقائي لتغييرات Epic ضمن محركنا، أمضينا بضعة أسابيع إضافية في إصلاح أكبر عدد ممكن من العيوب، مع تحضيرنا لإضافة ميزة إبطال الصحة الشامل ضمن فرع VALORANT الرئيسي. أثناء العملية، تم إنشاء مفتاح تفعيل/تعطيل للسماح لنا بالتفعيل والتعطيل السريع للميزة (في حال حصول أي كارثة).

    بعد إصلاح الكثير من العيوب، ومع إدماج أكبر عدد ممكن من تغييرات Epic من النسختين 4.26 و 4.27، أعدنا دمج فرعنا المنفصل بالفرع الرئيسي للعبة.

    إيجاد القواسم المشتركة بين العيوب

    رغم تجلي العديد من عيوب ميزة إبطال الصحة الشامل بطرق مختلفة، كان من الممكن ربط السبب الجذري غالبًا بمشكلة واحدة فقط. وكانت تلك أهم العيوب التي يجب إصلاحها، ففعل ذلك كان سيؤدي إلى التخلص من عدة مشاكل عبر تغيير وحيد. وهكذا، فقد تكفل تغيير واحد، على سبيل المثال، بإصلاح 10+ من العيوب التي كانت متفرقة في أنحاء اللعبة. وقد أدى تحليل أصل المشكلة بعناية إلى إيجاد حلول متينة تكفلت بتحسين موثوقية واستقرار ميزة إبطال الصحة الشامل.

    تكرار دورة رصد العيوب، ثم إصلاحها، ثم اختبار اللعب

    تضمنت الأسابيع والأشهر اللاحقة دورة منتظمة من العمل على تفعيل ميزة إبطال الصحة الشامل قبل اختبار اللعب، ثم رصد سلسلة من العيوب، يليها تعطيل ميزة إبطال الصحة الشامل بعد اختبار اللعب، وإصلاح تلك العيوب.

    developer-bug-fix-flow.jpg

    وقد تناقص عدد العيوب المرصودة مع كل دورة جديدة. وتابعنا هذا العمل حتى تحول الدفق القوي من العيوب إلى مجرد قطرات متساقطة ببطء، قبل أن تتوقف تمامًا.

    مع نهاية شهر نوفمبر 2021، كان قد تم حل كل العيوب الكبيرة، وأصبحت ميزة إبطال الصحة الشامل مستقرة بشكل كبير. أبرز العيوب

    • أسترا تتسبب في توقف اللعبة عن العمل - في إحدى المراحل، تعرض كل لاعب أسترا لمشكلة توقف اللعبة عن العمل عند بلوغ مرحلة شاشة التحميل. وقد تم إصلاح هذا العيب بعد إدماج التغييرات من Epic.
    • توقف العمل بسبب الوراثة المتعددة - تعتبر الوراثة المتعددة في لغة برمجة ++C موضوعًا شائكًا. دون الخوض في الكثير من التفاصيل، لم يتم تنفيذ وظائف التدمير في فئة معينة بالترتيب الصحيح، مما أدى إلى توقف اللعبة عن العمل. وقد تكفّل تبديل 2 من خطوط البرمجة لتغيير ترتيب الوراثة بإصلاح المشكلة. لقراءة المزيد عن الوراثة المتعددة، راجعوا هذه الصفحة.
    • صوت المحادثة المتكرر - أثناء التواجد في قوائم الخيارات، يتم تشغيل صوت معين عند وضع مؤشر الفأرة على شريط المحادثة. وقد أدى عيبٌ ما إلى تشغيل ذات الصوت عدة مرات في الثانية، مما أزعج الجميع. وقد تطلّب إصلاح هذا العيب استيعاب توقيت كيفية استقبال الأدوات لإجراءات الفأرة عدة مرات كل إطار.

    منهجيات الاختبار

    كان تأثير ميزة إبطال الصحة الشامل على كل جوانب اللعبة من العناصر التي جعلتنا نتعامل معها بحذر زائد (وقد دفعنا ذلك بالتالي إلى توخي الدقة في اختباراتنا). حرفيًا.

    هل يشمل هذا قائمة الأصدقاء؟ قطعًا. وماذا عن الزر الذي يتم ضغطه للدخول في طوابير اللعب؟ مشمول أيضًا. وماذا عن قائمة الإعدادات؟ مشمولة، لا شك. والنسبة المئوية لإصابات الرأس؟ في الواقع...

    المغزى هو أن عناصر واجهة المستخدم تكون حاضرة في كل أجزاء اللعبة، وهي غالبًا ما تقدم معلومات حساسة للاعبين. لذا فتعطيل حتى عنصر واحد من عناصر واجهة المستخدم تلك كان أمرًا غير مقبول.

    من أجل ذلك، وضع فريق ضمان الجودة لدينا خطة اختبارات تقوم على عدة استراتيجيات من أجل بناء الثقة في عمل ميزة إبطال الصحة الشامل بالصورة المطلوبة.

    اختبار الشريحة العمودية

    تمثّل "الشريحة العمودية" في VALORANT الطريق الرئيسي الذي يسلكه اللاعبون بشكل عام، انطلاقًا من تشغيل برنامج العميل، ثم الدخول في الطابور لخوض مباراة، ثم إتمام تلك المباراة، والتفاعل مع شاشة انتهاء المباراة. عبر التركيز على العناصر الحساسة للعبة، تمكن فريق ضمان الجودة من إجراء اختبارات سريعة على أكثر عناصر اللعبة استخدامًا وتحديد المشاكل في وقت مبكر.

    الاختبارات التدميرية

    بعد الانتهاء من اختبار الشريحة العمودية، يأتي دور الاختبارات التدميرية. والهدف من هذا النوع من الاختبارات هو تحديد المشاكل غير التقليدية، غالبًا عبر تعديل عوامل خارجية (كبينج الشبكة، معدل الأطر، اختصارات المفاتيح، الخ.). مع تسلحهم بمجموعة من الأدوات الداخلية، أمضى فريق ضمان الجودة بضعة أسابيع في إجراء الاختبارات التدميرية.

    اختبار الحالات النادرة

    الكثير من أجزاء VALORANT لا تمرّ بها سوى نسبة مئوية بسيطة من قاعدة لاعبينا. وبعض أجزاء اللعبة لا تتم تجربتها سوى مرة وحيدة (مثلًا، تجربة اللاعب الجديد). لكن ندرة المرور بأجزاء مماثلة في اللعبة لا يجعلها أقل أهمية. لذا، فتحديد واختبار كل الحالات النادرة قد ساعدنا في اكتشاف أخطاء خفية.

    اختبار بيئة بيتا العامة (PBE)

    كانت بيئة بيتا العامة محطة بارزة كبرى بالنسبة لميزة إبطال الصحة الشامل.

    • فقد كانت تمثل أول مناسبة يستطيع خلالها اللاعبون اختبار تلك الميزة. بالنتيجة، فقد كان من الممكن اختبار ميزة إبطال الصحة الشامل ضمن ظروف "العالم الواقعي".
    • تمثل بيئة بيتا العامة تشكيلة متنوعة من خصائص عتاد الأجهزة. وهي تغطي بشكل متعمد نطاقًا يتراوح بين المواصفات الدنيا والعليا، وقد ساعدتنا الاختبارات بوجود نطاق واسع مماثل من أجهزة اللاعبين على بناء الثقة في كيفية أداء ميزة إبطال الصحة الشامل لدى توفيرها لقاعدة اللاعبين الأوسع.
    • بعد اختبارها على بيئة بيتا العامة خلال عطلة أسبوع 22 - 23 يناير 2022، تولّدت لدينا الثقة بأن ميزة إبطال الصحة الشامل لن تتداخل مع نزاهة المنافسة، وأن مكاسب الأداء كانت متوافقة مع توقعاتنا.

      إصدار ميزة إبطال الصحة الشامل

      بعد إطلاق ميزة إبطال الصحة الشامل ضمن التحديث رقم 4.03، رصدنا عن كثب تبليغات اللاعبين عن العيوب. كما تابعنا المراقبة اللصيقة لبيانات الأداء من أجل التأكد من تطابق النتائج مع تقديراتنا. في النهاية، لاقت ميزة إبطال الصحة الشامل نجاحًا هائلًا لدى اللاعبين، ونحن نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بالتحسينات على زمن الأطر.

      مع طرح ميزة إبطال الصحة الشامل الآن على مستوى العالم، سيعود فريق الأداء لمتابعة العمل من أجل توفير المزيد من المكاسب حتى. مع تمنياتنا بقضاء وقت ممتع في اللعب، حتى لقائنا القادم!